مقتضيات الإيمان من خلال مضامين كتاب "الدين للحياة"

مقتضيات الإيمان  من خلال  مضامين كتاب "الدين للحياة"



الحمد لله الذي جعل الإيمان نورًا في القلوب، وسبيلًا للنجاة، وطريقًا للسعادة في الدنيا والآخرة. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد،

فإنه لمن دواعي السرور والغبطة أن نجتمع في هذا اللقاء الطيب المبارك، تحت عنوان عظيم، هو "مقتضيات الإيمان"، لنغوص سويًا في أعماق هذا المفهوم الجليل، الذي يشكل أساس علاقتنا بالله، ومنهج حياتنا، والذي نستقي موضوعه من مضامين كتاب "الدين للحياة"، الصادر عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية، في إطار مشروعها الرائد في تجديد الخطاب الديني وتفعيل القيم الإسلامية في الواقع المعاصر.

أيها الإخوة الكرام،

إن الإيمان ليس كلمة تُقال، ولا دعوى تُدّعى؛ بل هو حقيقةٌ تُترجم في حياة الإنسان: في عبادته، ومعاملاته، وفي أخلاقه، ومواقفه. قال الحسن البصري رحمه الله: «ليس الإيمان بالتمني، ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل».

ومن هنا، فإن هذه الندوة تسعى لتسليط الضوء على مقتضيات الإيمان؛ باعتبارها الأساس الذي ينبني عليه التديّن الحق، من خلال ربط العقيدة بالسلوك، والنظرية بالتطبيق.

وسأقف عند أبرز تجليات هذه المقتضيات كما وردت في الكتاب المذكور من خلال العناصر التالية:

1.     الإيمان يعطي الحياة معناها

2.     التوحيد وعلاقته بالحرية

3.     التزكية وعلاقتها بالتربية على المسؤولية

4.     التفاضل بالتقوى

وتحت كل عنصر من هذه العناصر عناوين فرعية أخرى.

وقبل الولوج إلى صلب الموضوع، أحببت أن أعرج على سؤالٍ أو إشكال يتعلق بعنوان الكتاب، أثير عبر هذه المنصة خلال الندوة المنصرمة؛ لما يحمله من دلالات عميقة وارتباط وثيق بسياقنا الراهن.

والسؤال هو: هل الدين للحياة أم الحياة للدين؟

وهو سؤال فلسفي عميق، يمكن أن يطرح بصيغ متعددة مثل: هل الدين خادم للحياة؟ أم أن الحياة خادمة للدين؟

فالدين للحياة، يعني: أنه جاء لينظم حياة الناس، ويجعلها أكثر عدلا وسلاما، ويعني: أن الدين جاء لتحقيق حياة طيبة.

بينما العبارة الأخرى: تفيد أن الغاية الكبرى للحياة هي: تحقيق مقاصد الدين، أي: أن الإنسان يعيش ليحقق العبودية لله.

لكن عند النظر والتدقيق، يتبين لنا أن الإسلام يجعل الدين والحياة مرتبطين بشكل وثيق، فالدين ليس معزولا عن الحياة؛ بل هو الذي ينظمها، ولا يمكن للحياة أن تكون بدون توجيه ديني يرشدها.

وعليه، فالدين للحياة والحياة للدين، لذلك جمع الله بينهما فقال: {وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص:77]. صدق الله العظيم.

وقد ألف غير واحد من العلماء تحت هذا العنوان:

-        تأملات في الدين والحياة، د. محمد الغزالي

-        الدين والحياة، محمد برشومي، نشر في بغداد سنة 1967

-        الدين والحياة، د. محمد عمارة

-        الدين للحياة، د. محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف المصري السابق.

-        وظيفة الدين في الحياة وحاجة الناس إليه، د. محمد الزحيلي.

وحتى لا ينفلت بساط الوقت بين أيدينا، ويطول بنا المقام عن الهدف المنشود، والغرض المقصود، نلج مباشرة في صلب الموضوع، فأقول مستعينا بالله ومتوكلا عليه:

العنصر الأول - الإيمان يعطي الحياة معناها:

منذ أن وُجد الإنسان على هذه الأرض وهو يبحث عن معنى لحياته، عن الغاية التي خُلق من أجلها، وعن الطريق الذي يسير فيه ليجد الطمأنينة والسكينة. وفي خضم هذا البحث، لا يجد الإنسان معنىً أعمق ولا غايةً أسمى من الإيمان. فالإيمان هو النور الذي يضيء درب الحياة، وهو القوة التي تمنح الإنسان الثبات أمام المحن، وهو الميزان الذي يجعل لحياته قيمةً وهدفًا. وسأتناول بيان هذا العنصر من خلال عناوين فرعية، هي كالتالي:

1.     الغاية من الخلق:

لم يُخلق الإنسان عبثًا؛ بل خُلق لغاية سامية، وهي عبادة الله والسعي في الأرض بالخير والإصلاح. قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56]. هذه العبادة ليست مجرد طقوس؛ بل هي نهج حياة، تشمل الإيمان بالله والعمل الصالح، وإعمار الأرض وفق القيم التي أرادها الله للإنسان.

2.     الحياة بالإيمان ليست كأي حياة:

حين يكون الإيمان هو المحرك الأساسي لحياة الإنسان، فإنها تصبح حياةً ذات معنى، حياةً مليئة بالرضا والطمأنينة، حتى في أحلك الظروف. فالإيمان يمنح الإنسان أملًا في الغد، ويجعله ينظر إلى الابتلاءات بعين الحكمة، مدركًا أنها جزء من اختبار الله تعالى له. كما أن الحياة بالإيمان ترفع من مستوى الأخلاق، فتجعل الإنسان أكثر صدقًا، وأشد إخلاصًا، وأحرص على الخير.

3.     الإيمان أمانة وتميز وعزة وأمن ورضى وهداية وعطاء:

الإيمان ليس مجرد كلمة تُقال؛ بل هو أمانة يحملها الإنسان في قلبه، ويتجسد في سلوكه وأفعاله. فالمؤمن يعلو بإيمانه، ويتميز بأخلاقه وسلوكه؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء)). (رواه الترمذي).

المؤمن رحيم صادق أمين لا يغش ولا يخدع، قال صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم)) (رواه أبو داود).

كما أن الإيمان مصدر عزةٍ للمؤمن، فهو يستمد قوته من الله، ولا يخضع إلا له، مما يجعله ثابتًا على مبادئه، عزيزًا في نفسه، لا تهزه المغريات ولا تكسره الشدائد، {وَللهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون:8].

والإيمان يمنح القلب أمنًا من الخوف، وهداية في الطريق؛ {الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام:82].

والمؤمن يرضى بما قسم الله، قال صلى الله عليه وسلم: ((عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له)). (رواه مسلم).

والمؤمن يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا بلال: ((أَنْفِقْ بِلَالُ، وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا)).

العنصر الثاني - التوحيد وعلاقته بالحرية:

وإن كان التوحيد في جوهره علاقة خالصة بين العبد وربه، فإن آثاره تتجاوز الجانب العقدي لتشمل أبعادًا اجتماعية ونفسية وفكرية، من أبرزها: الحرية. فالحرية في الإسلام لا تُفهم على أنها انفلات من القيود؛ بل هي تحرر من العبودية لما سوى الله، وتكريم للإنسان بعقله وإرادته ضمن حدود العبودية لله تعالى. وسأبين كيف يحقق التوحيد مفهوم الحرية الحقيقية، من خلال ثلاث نقاط رئيسة: التوحيد يحمي من الشرك الخفي وتأليه الهوى، والإيمان يمنح لحياة المؤمن معنى خاصًا، والإيمان مولّد للقيم ومنظِّم لشؤون الحياة.

1.     التوحيد يحمي من الشرك الخفي ويحمي من تأليه الهوى:

الشرك، سواء كان جليًا أم خفيًا، يُعدّ أعظم ما يناقض التوحيد، وهو في الوقت نفسه من أبرز مظاهر فقدان الحرية الحقيقية. فالشرك الجلي يتمثل في عبادة الأصنام أو تقديس الأشخاص، بينما الشرك الخفي يشمل الرياء، وطلب رضا الناس، وتقديم المصلحة الدنيوية على طاعة الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء)) (رواه أحمد).

كذلك، فإن من صور الشرك الخفي تأليه الإنسان لهواه، وهو ما أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ} [الجاثية:23].

فالإنسان إذا لم يخضع لله، فإنه لا محالة خاضع لهواه أو لسلطة بشرية أو مادية، مما يفقده استقلاليته ويوقعه في عبودية متعددة الأوجه. أما التوحيد، فيصون الإنسان من ذلك كله؛ إذ يجعله عبدًا لله وحده، فيتحرر من التبعية العمياء والتقديس لغير الحق.

2.     الإيمان يعطي لحياة المؤمن معنى خاصًا لا يوجد عند غيره:

الإنسان المؤمن يعلم أن حياته ليست عبثًا؛ بل هي رحلة ذات هدف، وغايته فيها عبادة الله وعمارة الأرض وفق منهجه. يقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56].

وهذا الإدراك يمنح لحياة المؤمن بُعدًا أخلاقيًا وإنسانيًا عميقًا، ويحرره من عبثية الوجود التي تعاني منها الفلسفات المادية، التي تُقصي البعد الإلهي عن الحياة. فالمؤمن يرى أن كل فعل في حياته مرتبط بالغاية الكبرى، وهي رضوان الله، وهذا ما يعطيه دافعًا للعمل والتضحية والالتزام، دون أن يشعر بالضياع أو الفراغ الوجودي.

3.     الإيمان يولد القيم وينظم شأن الحياة:

من ثمرات التوحيد الراسخة في حياة الفرد والمجتمع أنه يفرز منظومة أخلاقية متكاملة، ترتبط بالإيمان ارتباطًا وثيقًا. فالمؤمن لا يسرق، ولا يكذب، ولا يظلم؛ لأنه يعلم أن الله مطلع عليه. قال تعالى: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ} [النحل:90].

كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن)). (رواه الترمذي).

وبذلك يكون الإيمان دافعًا ذاتيًا للالتزام بالقيم، وليس مجرد استجابة لرقابة خارجية أو قانون وضعي، مما ينظم شؤون الحياة على أسس مستقرة من العدل والرحمة والمساواة.

العنصر الثالث - التزكية وعلاقتها بالتربية على المسؤولية:

تُعدُّ التزكية من المفاهيم القرآنية العميقة التي تتصل اتصالًا وثيقًا بتربية النفس وإعدادها لحمل أمانة المسؤولية في مختلف مجالات الحياة. وهي ليست مجرد طهارة ظاهرية؛ بل طهارة باطنية وسلوك عملي يسمو بالإنسان عن الشهوات والأهواء، ويؤهله ليكون عبدًا صالحًا مسؤولًا عن نفسه وأمته.

1.     التزكية طهارة من الدنس وأمن من اتباع الهوى:

إن التزكية في أصلها طهارة للنفس من أدران المعاصي وأوساخ القلوب، كالكبر والحسد والرياء. وهي كذلك صيانة للإنسان من أن يكون عبدًا لهواه. يقول الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 9-10].

فالفلاح الحقيقي في تزكية النفس وتطهيرها، والخسران في تركها تتبع هواها. ويقول سبحانه أيضًا: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ} [القصص: 50].

2.     التزكية التزام بأداء الحقوق وانتصار على النفس ومواضعها من الشهوات:

تزكية النفس تقتضي التزامًا عمليًا بأداء الحقوق وتربية النفس على قهر رغباتها الآنية وشهواتها العابرة. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((والمجاهد من جاهد نفسه في الله)). [رواه الترمذي].

فمن لم يزكِّ نفسه، فلن يفي بحقوق الآخرين؛ لأن النفس إذا أُطلقت دون تهذيب، استأثرت وأهملت الواجبات.

3.     التزكية عطاء ومسؤولية ومحاسبة:

التزكية ليست انسحابًا من الحياة؛ بل هي قوة داخلية تدفع بالإنسان إلى العطاء وتحمل المسؤولية بإخلاص. فالمتزكي يعلم أنه مسؤول أمام الله عن نفسه وأهله ومجتمعه. يقول تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} [الصافات: 24]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)). [متفق عليه].

فالتزكية تربي الإنسان على أن يكون معطاءً لا أنانيًا، محاسبًا لنفسه قبل أن يُحاسب.

العنصر الرابع - التفاضل بالتقوى:

إن من أهم القواعد التي قررها الإسلام في بناء المجتمع الإنساني أن التفاضل بين الناس لا يكون إلا على أساس التقوى، لا على حسبٍ ولا نسب، ولا على مالٍ أو جاه. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر، إلا بالتقوى)) [رواه أحمد].

فالتقوى هي المعيار الحقيقي الذي يوزن به الإنسان في ميزان الله، وهي التي ترفع مقامه وتجعله في موضع الكرامة والرضوان.

ومن معاني التقوى أنها منع للعدوان وبذل للنفع، فالمتقي لا يظلم الناس ولا يعتدي عليهم، بل يكون نافعاً لهم، محسناً في معاملته، صادقاً في قوله، أميناً في فعله. يقول الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].

والتقوى تدعو إلى الرحمة والإحسان، كما قال الله عن عباده المتقين: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ} [الإنسان: 8-9].

فالمجتمع الذي تسوده التقوى هو مجتمع يسوده العدل والرحمة، ويغيب عنه الظلم والعدوان.

وخلاصة القول: إن الإسلام جعل التقوى هي المعيار الوحيد للتفاضل بين الناس، وهي التي توجه الإنسان إلى الخير، وتمنعه من الشر، وتجعله نافعاً في مجتمعه، مصلحاً في الأرض، متقرباً إلى الله.

وفي ختام هذه المداخلة، لا يسعني إلا أن أتقدّم إليكم بجزيل الشكر على كريم إصغائكم وحسن متابعتكم، على أمل أن أكون قد وُفّقت في إسهامي المتواضع.


كتبه الإمام المؤطر: علي العزاوي

تعليقات